مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ ، |
وَمُضَامُ الهَوَى بِغَيْرِ نَصِيرِ |
مَا لِمَنْ وَكّلَ الهَوَى مُقْلَتَيْهِ |
بِانْسِكَابٍ وَقَلْبَهُ بِزَفِيرِ؟! |
فَهْوَ مَا بَينَ عُمْرِ لَيْلٍ طَوِيلٍ، |
يَتَلَظّى ، وَعُمُرِ نَوْمٍ قَصِيرِ |
لا أقولُ : المسيرُ أرَّقَ عيني ! |
قدْ تناهى البلاءُ ، قبلَ المسيرِ! |
يا كثيباً ، منْ تحتِ غصنٍ رطيبٍ ، |
يتثنى ، منْ تحتِ بدرٍمنيرِ ! |
شَدّ مَا غَيّرَتْكَ بَعْدي، اللّيالي |
يا قليلَ الوفا ، قليلَ النظيرِ |
لكَ وصفي ، وفيكَ شعري ؛ ولا أعـ |
ـرفُ وصفَ المؤارة ِ العيسجورِ |
وَلِقَلْبِي مِنْ حُسنِ وَجْهِكَ شغلٌ |
عَنْ هَوَى قاصِراتِ تِلكَ القُصُورِ |
قد منحتُ الرقادَ عينَ خليٍّ |
بَات خِلْواً مِمّا يُجِنّ ضَمِيري |
لا بَلا اللَّهُ مَنْ أُحِبّ بِحُبٍّ، |
وَشَفَى كُلّ عَاشِقٍ مَهْجُورِ |
يا أخي ” يا أبا زهيرٍ ” ألي عنــ |
ـدَكَ عَوْنٌ عَلى الغَزَالِ الغَرِيرِ؟ |
إنَّ لي ، مذء نأيتَ ، جسمَ مريض |
و بكا ثاكلٍ ، وذلَّ أسيرِ |
لمْ تزل مشتكايَ ، في كلِّ أمرٍ ، |
وَمُعِيني، وَعُدّتي، وَنَصِيري |
وَرَدَتْ مِنْكَ، يا بنَ عَمّي، هَدَايا |
تتهادى في سندسٍ ، وحريرِ |
بفوافٍ ، ألذَّ منْ باردِ الما |
ءِ، وَلَفْظٍ كَاللّؤلُؤِ المَنْثُورِ |
محكمٍ ، قصَّرَ ” الفرزدقُ ” و” الأخـ |
ـطَلُ عَنْهُ، وَفَاقَ شِعْرَ جَرِيرِ |
أنتَ لَيثُ الوَغَى ، وَحَتْفُ الأعَادي |
وَغِيَاثُ المَلْهُوفِ وَالمُستَجِيرِ |
طُلْتَ، في الضّرْبِ للطُّلى عن شَبيهٍ |
وَتَعَالَيْتَ، في العُلا، عَنْ نَظِيرِ |
كُنْتَ جَرّبْتَني، وَأنْتَ كَثِيرُ الـ |
ـكَيْسِ، طَبٌّ بِكُلّ أمْرٍ كَبِيرِ |
و إذا كنتَ ، ” يابنَ عمي ” ، قنوعاً |
بِجَوَابي، قَنِعْتَ بِالمَيْسُورِ |
هَاجَ شَوْقي إلَيكَ، حينَ أتَتْني: |
«هَاجَ شَوْقُ المُتَيَّمِ المَهْجُورِ» |